وثائق ويكيلكس والفوضى الخلاقه

من طرف الساحق السبت فبراير 11, 2012 10:14 pm

مقدمة:-

حقيقة حاولت عبثا أن أفهم كيف تم تسريب هذا الكم الهائل من المعلومات و الوثائق بكل هذه البساطة ، فالولايات المتحدة و بريطانيا مثلا من أكثر الدول محافظة على وثائقها السرية فهي تتخذ أشد إجراءات الحيطة و السرية في الحفظ أضف إلى ذلك أن بعض هذه الوثائق يتم حفظها أو الإفراج عنها بموجب قانون يكفله دستور الدولة ، فنحن ما زلنا نسمع عن وثائق محفوظة و لا يمكن الإطلاع عليها على الرغم من مرور عشرات السنين لأسباب أمنية أو سياسية.

إن فكرة أن شخص واحد حصل على هذه الوثائق و التي تعد بمئات الآلاف لهو أمر مريب بل لو أن أحدنا أقتحم مركزا للوثائق لم يستطع العثور على مثل هذا الكم و لو افترضنا جدلا بإمكانية حصول هذا فكيف أمكن له أرشفة هذه المعلومات و فرزها دون وجود جيش من الباحثين المختصين بمثل هذه المعلومات و ما هيتها.

بالإضافة إلى ذلك أن الوثائق التي تخص إسرائيل لم يتم ذكرها و هذا أمر محير ، فهل تم إسقاطها عمدا أم أنه لم يتم الوصول إليها أصلا.

حاولت البحث و الإستقراء بهذا الخصوص فاستنتجت بعض التحليلات و التي أعتبرها أوليةو قد أجدها مقنعة نوعا ما و هي:-

1- أن الإفراج عن هذه الوثائق تم عن طريق أفراد في الحزب الجمهوري و ذلك لإسقاط حكومة أوباما أو إضعافها و إحراجها أمام الدول الأخرى أو إبتزازها خدمة لأفراد أو مؤسسات (إسرائيل).

2- هذه الوثائق تم الإفراج عنها عن طريق معارضين لحرب أمريكا خصوصا في أفغانستان (محاولة لإيقاف الحرب) كما حدث في ووتر جيت و إيران جيت.

3- أن هذه الوثائق مفبركة أصلا و الهدف منها إحراج الحكومة الأمريكية بالإجمال أو بالأصح تدميرها سياسيا كما هي شبه مدمرة إقتصاديا.

4- أو أن هذه الوثائق تم الإفراج عنها لأغراض مادية بحتة ، أي أن شخصاً نافذا قام ببيع هذه الوثائق (هذا السبب أراه ضعيفا جدا لكثرة الوثائق و اختلاف مصادرها).

و برأيي الشخصي و الذي أتمنى منكم مشاركتي فيه أن هذه الوثائق حقيقية تماما و تم نشرها بمعرفة مسبقة
من الحكومة الأمريكية لأهداف عدة منها:-

1- إشغال الرأي العام الدولي و المحلي عن القضايا الحساسة التي تهز الحكومة الأمريكية (الإقتصاد ، الحروب ، الضعف السياسي الواضح لأوباما).
2- ضرب الدول بعضها ببعض (و هذا ما قصدته في العنوان و سأشرحه لاحقا).
3- إثارة حالة من الشك و الريبة (من الناحية السياسية على الأقل) في العلاقات بين الدول.
4- إظهار أمريكا بوجه البريء أو على الأقل تحسين حيث أن الحكام الآخرين هم المنافقين و الأفاقين.
5- إثارة الشعوب على حكامها بسبب الخيانة أو النفاق.

إن الإفراج عن هذه الوثائق لم يأتي عبثاً إنما لأسباب كثيرة و الغرض النهائي منها هي إثارة ما يسمى (بالفوضى الخلاقة) و التي تم طرحها من قبل حكومة بوش لإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط:

"يرجع مصطلح (الفوضى الخلاقة) تاريخيا الى(مايكل ليدن) العضو البارز في معهد(اميركا انتربرايز) المعروف بكونه قلعة(المحافظين الجدد) ومايكل ليدن هو احد اصحاب النفوذ في دائرة المحافظين الجدد، وارتبط اسمه بعد الحادي عشر من ايلول 2001 بنظرية(التدمير البناء) وهو مشروع التغيير الكامل في الشرق الاوسط الذي يشمل اجراء اصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية شاملة في كل دول المنطقة".

فبعد الفوضى العسكرية و الفوضى الإقتصادية فها نحن الآن نشهد فوضى سياسية و لكنها ليست على المستوى الشرق أوسطي بل أصبحت على مستوى العالم أجمع.

فهل ما يحصل هو بدااية النهاية أو على الأقل تمهيد لما سيأتي من أحداث الله أعلم بها و هل هي مخطط لوقوعها أم أن الأمر مكر من الله عز و جل (و كل يحدث بأمره و علمه) .